السعودية.. زيارة بايدن وسط توترات بشأن النفط ومقتل خاشقجي..

من ستيف هولاند وجاريت رينشو

القدس / جدة (المملكة العربية السعودية) (رويترز) – يناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إمدادات الطاقة في المملكة العربية السعودية وحقوق الإنسان والتعاون الأمني ​ في زيارة تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات الأمريكية مع دولة تعهد ذات مرة بأن يجعلها “منبوذة” على الساحة الدولية.

وقال البيت الأبيض إن بايدن سيعقد اجتماعا ثنائيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في القصر الملكي في جدة ، ثم سيعقد الرئيس وفريقه جلسة عمل مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزراء سعوديين في القصر.

دفعت المصالح المتعلقة بالطاقة والأمن الرئيس الأمريكي ومساعديه إلى اتخاذ قرار بعدم عزل البلاد ، أكبر مصدر للنفط في العالم ، والقوة الإقليمية التي تعزز علاقاتها مع روسيا والصين.

قال مسؤول أمريكي لرويترز يوم الجمعة إن واشنطن لا تتوقع أن تزيد السعودية إنتاجها النفطي على الفور ، مضيفا أن الولايات المتحدة تتطلع إلى القرار الذي ستتخذه مجموعة أوبك + في اجتماعها المقبل في الثالث من أغسطس آب.

وستتم مراقبة الزيارة عن كثب بحثًا عن علامات لغة الجسد ونبرة المحادثة. وخلصت المخابرات الأمريكية إلى أن ولي العهد السعودي وافق بشكل مباشر على قتل الكاتب الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في عام 2018 ، بينما نفى الأمير محمد تورطه في جريمة القتل.

ورفض مستشارو البيت الأبيض الإفصاح عما إذا كان بايدن سيصافح الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية. وسيلتقي بايدن بمزيد من القادة العرب في قمة في جدة يوم السبت.

وقال المسؤول في الإدارة الأمريكية “سيقابل الرئيس نحو عشرة زعماء وسيحييهم كما يفعل عادة”.

في بداية زيارة بايدن للشرق الأوسط ، قال المسؤولون إنه سيتجنب الاتصال الوثيق مثل المصافحة كإجراء وقائي ضد COVID-19 ، لكن انتهى الأمر بالرئيس إلى المصافحة في إسرائيل.

وقال بايدن يوم الخميس إن موقفه من مقتل خاشقجي “واضح تماما”. وأدلى بايدن بتعليقه بشأن جعل السعودية “منبوذة” قبل أقل من عامين بعد مقتل خاشقجي وفي أثناء حملته الانتخابية للرئاسة.

قال بايدن إنه سيثير قضايا حقوق الإنسان في السعودية ، لكنه لم يحدد ما إذا كان سيناقش مقتل خاشقجي مع قادتها.

في مقال في المجلة السياسية الأمريكية ، سلطت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود ، السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة ، الضوء على “اشمئزاز” المملكة من مقتل خاشقجي ، ووصفته بأنه عمل مروع ، وقالت إن ذلك لا يجب أن يحدد العلاقات الأمريكية السعودية.

وأضافت أنه لا ينبغي النظر إلى العلاقة في إطار النفط مقابل الأمن “السطحي والذي عفا عليه الزمن”.

وأضافت “لقد تغير العالم ، والمخاطر الوجودية التي نواجهها جميعا ، بما في ذلك الغذاء وأمن الطاقة وتغير المناخ ، لا يمكن معالجتها دون تحالف أميركي سعودي فعال”.

تتوق الولايات المتحدة إلى رؤية المملكة العربية السعودية وشركائها في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يضخون مزيدا من النفط للمساعدة في خفض التكلفة المرتفعة للبنزين وتخفيف أعلى معدل تضخم في الولايات المتحدة منذ أربعين عاما.

تحاول الرياض تحقيق توازن في الوقت الذي تسعى فيه إلى تحسين العلاقات مع واشنطن وفي الوقت نفسه تقوية تحالف أوبك + التحالف النفطي مع روسيا في الوقت نفسه.

وقال دانيال يرجين نائب رئيس ستاندرد اند بورز جلوبال والخبير في أسواق الطاقة العالمية “يعتزم السعوديون بالتأكيد تعزيز الطاقة الإنتاجية، ومع ارتفاع أسعار النفط إلى حد كبير، فإنهم يمتلكون الإمكانيات للقيام بذلك، لا سيما أنهم يرون قيودا على الإنتاج في أماكن أخرى في سوق ما زالت تنمو”.

 خطوة رائدة

وقال المسؤول في الإدارة إن بايدن سيشجع خلال زيارته السلام ويدفع باتجاه شرق أوسط أكثر تكاملا. وستشمل موضوعات المناقشة تعزيز الهدنة في اليمن ، وتحقيق “التوازن” في سوق الطاقة ، والتعاون الفني لشبكات الجيل الخامس والسادس (5G و 6G).

قبل الزيارة ، قالت المملكة العربية السعودية إنها ستفتح مجالها الجوي لجميع شركات الطيران ، مما يمهد الطريق لمزيد من الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل ، وهو ما رحبت به واشنطن كخطوة نحو خطوة تاريخية وهامة في الشرق الأوسط أكثر تكاملاً واستقرارًا وأمانًا.

وقال بايدن في بيان “نتيجة شهور من الدبلوماسية المتوازنة بين إدارتي والمملكة العربية السعودية ، أصبح هذا أخيرًا واقعًا سأفعل كل ما بوسعي، من خلال الدبلوماسية المباشرة والتواصل بين القادة، لمواصلة دفع هذه العملية الرائدة”.

سيصبح بايدن أول رئيس أمريكي يسافر مباشرة من إسرائيل إلى جدة ، وهي خطوة وصفها البيت الأبيض بأنها “رمز صغير” للعلاقة الأخذة في التحسن بين إسرائيل والمملكة، التي أعطت موافقتها الضمنية للإمارات والبحرين قبل عامين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأسست الاتفاقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ، والمعروفة باسم اتفاقيات إبراهيم، محورًا جديدًا في المنطقة ، حيث تشارك دول الخليج إسرائيل مخاوفها بشأن برامج إيران النووية والصاروخية ووكلاء طهران. وتتنافس السعودية وإيران على النفوذ الإقليمي منذ سنوات لكنهما بدأتا محادثات مباشرة العام الماضي في محاولة لاحتواء التوترات.

وقال السفير السعودي في الولايات المتحدة إن الجهود الأمريكية السعودية لتحقيق السلام والأمن يجب أن تركز على تعاون أكبر و “تعزيز نظام القائم على القواعد” لمواجهة “الفوضى التي تغذيها إيران”.

وخلال زيارة لإسرائيل في المحطة الأولى من جولته في الشرق الأوسط ، وقع بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي “يائير لابيد” اتفاقًا مشتركًا تعهدا فيه بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وهو أمر تنفي طهران سعيها إليه.

 

قراءة المقال السابق

الصحة: بدء الموجة السادسة لفيروس كورونا وتخصيص 3 مستشفيات بالكامل للعزل بالقاهرة

قراءة المقال التالي

قصة جزيرتي “تيران وصنافير”..وعلاقتهما بزيارة بايدن للشرق الأوسط..

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر شهرة